التنافس التركي الفرنسي و تأثيره على الأمن في المتوسط (2011-2021)
من خلال تناولنا لدراسة التنافس التركي الفرنسي و تأثيراته على الأمن في المتوسط ، و قد تطلعت هذه الدراسة إلى رصد تأثيرات هذا التنافس على الأمن في المتوسط ، ولتحقيق هذه الغاية تم طرح الإشكالية التالية : كيف أثر التنافس التركي الفرنسي على الأمن في المتوسط في الفترة ما بين 2011-2021 ؟ وللإجابة عن هذه الإشكالية تم اختبار هاتين الفرضيتين : الفرضية الأولى : قد يؤدي التنافس التركي – الفرنسي إلى تدهور أمن و استقرار منطقة المتوسط ، بيد أن الفرضية الثانية : يجسد التنافس التركي –الفرنسي في تأثيره على الأمن في المتوسط إرادة للتموضع داخل تراتبية القوة في النظام الدولي قيد التشكل. انتهت هذه الدراسة إلى نتيجة مفادها : التنافس التركي الفرنسي يصب فقط تحت فكرة انعدام الاستقرار وإشاعة الفوضى ، لأنه يساهم حتى ولو بشكل غير واع في تحقيق التوازنات و ملأ الفراغ الناجم عن غياب القوى التقليدية في منطقة المتوسط ، و أيضا تحول اهتمام القوى العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية عن المتوسط ، كون الأخير لا يقع في قلب الاهتمامات و تتآكل أهميته باعتبار التحولات الحاصلة في النظام الدولي من خلال ترحل القوة وميزان الثقل الاستراتيجي إلى مناطق لا تنتمي للمتوسط ، وإن بقى المتوسط يحتفظ بمكانة استراتيجية في سياسات القوى الكبرى .