معالم فلسفة التربية عند إدغار موران

موضوع فلسفة التربية عند إدغار موران تكشف عن أهمية الفكر المركب في مقابل الفكر المبسط الذي سيطر على الساحة الفكرية لثلاثة قرون، وذلك بعد ما انكشفت نتائجه وتداعياته السلبية وعجزه عن الوصول إلى المعرفة الشاملة والصحيحة؛ ففي الوقت الذي هيمنت هذه المنظومة على عدّة مجالات مختلفة: معرفية، واجتماعية، وسياسية، وتربوية، خلّفت في المقابل العديد من الأزمات التي مَسّت مختلف تلك المجالات، وخاصّة مجال التربية؛ إذ أضحت التربية تعاني من تشقّقات وتصدعات كثيرة. وقد طرح إدغار موران رؤيته التربوية من خلال إضافة معارف جديدة تهدف إلى تحقيق تربية مستقبلية يدرك الفرد من خلالها ذاته، وطبيعة وجوده، والكون والطبيعة التي هو جزء منها، وكذلك علاقته مع بني جنسه من البشر مما يمكّنه من فهم ذاته، وفهم الآخرين. علاوةً على ذلك، فإنّ تربية المستقبل تهدف إلى إصلاح مستقبل الإنسانيّة من خلال الدعوة إلى مواطنة أرضية توحّد العالم وتجمع الشعوب من خلال تحقيق الأخوة الإنسانيّة، والتسامح، وبثّ قيم التضامن، والتعاون بين الأمم، وذلك لتحقيق نزعة كوكبية يكون فيها كل العالم وحدة واحدة يسودها السلم والأمان والقيم الإنسانية بعيدًا عن الحروب والبربرية والصراعات.

رؤية عبد الوهاب المسيري للعلاقة بين الإيديولوجيا الصهيونية والعنف

تناول المسيري قضية العنف الصهيوني والعنصرية الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، وفق منهج النماذج التفسيرية القائمة على الفهم والتحليل، بعيدا عن السرد التاريخي والخرافات المنسوجة عن اليهود في الثقافة العربية. وكشف المسيري من خلال هذا النموج أن الحوادث الإرهابية تعتبر ظاهرة إستيطانية تهدف إلى سرقة الأرض وإفراغها من أصحابها بقوة السلاح واعتماد أساليب التقتيل والتعذيب. وعليه تتخذ الأيديولوجيا الصهيونية العنف كآلية حتمية لفرض الرؤية على الواقع.

مسؤولية المثقف عند علي شريعتي

تعالج هذه المذكرة موضوع مسؤولية المثقف من منظور المفكر الإيراني الإسلامي "علي شريعتي"، وكان الهدف من معالجة هذه الإشكالية، هو الكشف عن انتشار الوعي الثوري في إيران والعالم الإسلامي، إلى جانب التأكيد على أهمية التواصل بين المثقف والجماهير، إضافة إلى المسؤولية الاجتماعية الملقاة على كاهل المثقف بوصفه يُجسّد دور النبي والمصلح على حدّ تعبير "شريعتي".

لاهوت التحرير عند حسن حنفي

يعتبر موضوع النهضة العربية والإسلامية من أهم المواضيع التي نالت حظها من الدراسة والاهتمام من قبل العديد من المفكرين والفلاسفة، ونخص بالذكر المفكر حسن حنفي، الذي يعد من أكثر المفكرين اهتماما بمسألة تحقيق النهضة وإصلاح الأمة، الأمر الذي جعله يؤسس وينظّر لمشروعه الإصلاحي من خلال إعادة بناء التراث، بالإضافة إلى تثويره من خلال لاهوت التحرير الإسلامي الذي يعكس النزعة الإنسانية في الفكر الديني.على أساس أن الإنسان هو محور التغيير للنهوض بالأمة العربية والإسلامية، وتخليصها من التخلف والفقر والاستبداد.

أنسنة الدين من منظور عبد الكريم سروش

عبد الكريم سروش من الباحثين المنادين بالنزعة الإنسانية أو الأنسنة كمدخل نقدي وفكري يعالج تلك الظواهر الدينية المتشددة و يقدم حلولا فكرية بديلة عن العقائد والأديان القديمة. لقد دعا سروش إلى تجديد الفكر الإسلامي لأن الحضارة الإنسانية حسب وجهة نظره بلغت جدلا لا يتسنى للمسلم المعاصر أن يسايره بمنطق التفكير التراثي، وعليه يؤكد على ضرورة التحديث في طريقة فهمنا للدين والتدين من منطلق التغيير والمرونة والتجديد وبهذا أضحى الإسلام بعالميته يبرز ركيزتين لابد منهما، أولا تطور المعرفة الدينية كسائر المعارف البشرية، وثانيا الإيمان بالتعددية الدينية.

أزمة القيم في الفكر الغربي المعاصر "زيغموند باومن نموذجا"

يذهب زيجمونت باومان إلى نعت المجتمع الغربي بأنه مجتمع استهلاكي، وذلك بسبب ما أنتجته الحداثة من توجه إلى الاهتمام بالمتطلبات المادية وإهمال للقيم الإنسانية، الأمر الذي أدى إلى إحداث أزمة أخلاقية. وقد نحت مصطلح السيولة للتعبير عن التغيرات الحاصلة في المجتمع الغربي على جميع الأصعدة؛ بحيث أصبحت المعارف والعلوم تصلح لفترة زمنية مؤقتة ثم تزول وتعوض بمستحقات ومعارف أخرى جديدة.

النموذج الإدراكي عند عبد الوهاب المسيري

النموذج الادراكي عند عبد الوهاب المسيري هو البنية التصورية التي تقوم على التجريد والإنتقاء من بين معلومات كثيرة مع ترتيب ما يستبقيه من منظوره عن عمد أو غير قصد، مشكلا خريطة إدراكية للواقع المحيط به، فالنموذج ليس أداة عملية ولا قانون علمي، و إنما أداة تحليلية ونموذج إفتراضي نقوم بتجريده وتشخيصه في تفسير السلوك الانساني فيما نسميه النموذج التحليلي، وهو أداة ترمي الى تفسير الواقع كبنية مترابطة متداخلة وكمجموعة من العلاقات الحية وليس كجزئيات متناثرة.

موقف ماكس فيبر من الدين

يعتبر ماكس فيبر الدين عامة والبروتستانية خاصة، من أهم ركائز الاقتصاد الرأسمالي. إلا أن الدين في رأيه ليس مجرد طقوسا ومعتقدات بالية، بل هو التفكير في تجليات المطلق المتعالي على مستوى الحياة الاجتماعية ودوره في تنمية الاقتصاد، ومن هنا يصبح الدين أفقا للتنظير العقلاني للعمل القائم على الحرية والإنعتاق من الأفكار الدينية التي تحمل معاني الاستسلام والخضوع، لأن الدين يرتبط بالروح "روح الرأسمالية".

الشخصانية الواقعية لدى محمد عزيز لحبابي

إن الشخصانية عند محمد عزيز الحبابي تعكس واقعه الذي عاشه كمسلم عرف مشاكل الشعوب المقهورة والمستعمرة وهي بذلك تختلف عن شخصانية المجتمع الغربي المسيحي. يؤكد الحبابي بأن الشخصانية الواقعية كافحت تاريخيا، من أجل الاستقلال وإثبات الوجود ومحاربة الذل والهوان، ومن ثمّ تأكيد شخصيتهم التاريخية والثقة بالنفس. إنها فلسفة تحد لظروف قاهرة وأوضاع مزرية عرفتها الشعوب المستضعفة في التاريخ. إذن الشخصانية الواقعية انبثقت من وجدان شخص مشبع بروح الإسلام وترعرعت في وسط مجتمعي لشاب يصارع من أجل تحرره وتحسين أوضاعه الاجتماعية.