ثقافة العنف في المجتمع الجزائري – العوامل والأسباب
لقد تفشت ثقافة العنف بشكل كبير داخل الأسرة الجزائرية، بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والنفسية التي يعيشها الفرد في الأسرة. وانتشار هذه الظاهرة بشكل واسع وملفت للانتباه، قد دفع العديد من الباحثين والدارسين في ميدان العلوم الاجتماعية إلى البحث في الأسباب والعوامل التي أدت إلى انتشارها. ودراستنا تحاول البحث في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية مع التركيز أساسا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي للأفراد.
أطفال الشوارع في الجزائر
إن الأطفال المحرومين الذين يعيشون في الشارع، بكل خطورته بعيدا عن أهلهم وبدون رعاية وحماية في حاجة ماسة للعلاج النفسي وإعادة التأهيل الاجتماعي، خاصة وأنهم معرضين باستمرار لمخاطر جسدية وصحية ونفسية وجنسية. نهيك عن تعرضهم إلى الانحراف وتعاطي المخدرات والجريمة في شتى أشكالها. وانسجاما مع توجه ملتقى "أطفال الشوارع في الجزائر: الواقع والأفاق" الذي نظمته جامعة قالمة تحت إشراف الدكتورة نعيمة نصيب، نسعى لمعالجة ظاهرة "التشرد" من حيث المفاهيم الدولية المتعارف عليها والقانونية والاجتماعية والأسرية والنفسية والأسباب والعوامل المؤدية إلى انتشارها. ومحاولة للتعرف على واقع أطفال الشوارع في دول العالم عامة والجزائر على وجه الخصوص في ظل التحولات العمرانية والاجتماعية والأسرية، نطرح التساؤلات التالية: 1- من هم أطفال الشوارع وما هو التعريف الأنسب لهم؟ 2- هل هناك أطفال مشردين في الجزائر، أم أنهم أطفال معوزين ومضطهدين، احترفوا الشَحاذة والتسول للحصول على ما يسد رمق جوعهم؟ 3- هل أطفال الشوارع في الجزائر هم أطفال أبرياء ومستضعفين، ألقت بهم الظروف الأسرية الصعبة إلى الشارع، أم أنهم منحرفون اتخذوا من الأعمال الانحرافية والإجرامية والتجارة بالمخدرات والشذوذ الجنسي والدعارة حرفة للحصول على دخل سهل؟ 4- وأخيراً، ما هي العوامل والأسباب التي تؤدي إلى وجودهم في شوارع المدن الجزائرية الكبرى عامة؟ وللتعَرف على ظاهرة التشرد، نتطرق إلى أهم التعريفات الدولية والاجتماعية والنفسية والقانونية لمفهوم أطفال الشوارع حتى يتسنى لنا معرفة خصائص أطفال الشوارع عامة وحصر ظاهرة التشرد من كل جوانبها.