Résumé: إن الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه المجتمع الجزائري في المدن الحضرية منذ الثمانينات، فضلا عن التغير الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والبيئي الذي صاحب التحضر والتحديث والعولمة في البلدان العربية عامة والجزائر خاصة، قد مسَ الأسرة في بنيتها ووظيفتها وتماسك أفرادها. وأمام تغير بعض الأسر في وظائفها وطبيعة نظامها، أصبحت هذه الأخيرة عاجزة عن أداء وظيفتها التربوية سواء من الناحية الاقتصادية أو من ناحية صعوبات البيئة والحياة اليومية، الأمر الذي أدى إلى انحراف سلوك أطفالها. حيث أن الكثير منهم يبتعدون عن المألوف متجاهلين القيم والمعايير الاجتماعية القديمة كلية. وأمام إهمال الأسرة لواجباتها التربوية وتخليها عن مسئوليتها في الرقابة، والتوجيه، والتقويم، فإن الأطفال قد تحرروا إلى حد كبير في البيئة الحضرية. إذ أصبح الشارع يحمل العبء الأكبر في عملية التنشئة الاجتماعية، الأمر الذي أدى إلى حدوث انحرافات كثيرة.