Thème : العقل في فلسفات ما بعد الحداثة جيل دولوز نموذجا
Présentation : يعيش العقل الغربي أزمة فكرية نتيجة الموروث الفكري المكتسب الذي عدة لعقود من الزمن أليه كبت وسيطرة لحرية التفكر، مما دفع أعلام الفكر الغربي للعمل على خلخلة كيانه وهزه، من خلال عديد المشايع الفكرية من بينها المشروع الحداثي والمشروع ما بعد الحداثي والتي يعد كل منها ردا على مشاريع فكرية سابقة وتهدف لتحرير الفكر الإنساني من كل أشكال الوصاية والسيطرة. حيث يعد المشروع الحداثي رد فعل على ما يسمى فترة القرون الوسطى أو عصور الظلام حيث تعرض فيه العقل الإنساني لأبشع صور الاستعمار الفكري، وأتى بما يسمى بالمشروع التنويري الذي عمل للإعلاء من قيمة الذات الإنسانية من خلال تمكين الإنسان من تفكر المواضيع بكل حرية، ويظهر ذلك على المستوى الاجتماعي الاقتصادي والسياسي، من خلال ترسيخ مبادئ المشروع الحداثي من ذاتية، عقلانية وحرية، لكن مع تطور الفكر الإنساني وتحرره النسبي اكتشف فشل هذا الأخير الذي جاء كمخلص للفكر من الهيمنة والسيطرة ليخلق لنا صورة جديدة ومتطورة للسيطرة، من خلال العقلانية الاداتية التي أسفرت عن مؤسسات اجتماعية واقتصادية وسياسية وحتى ثقافية للسيطرة. هذا ما أدى لظهور المشروع مابعد الحداثي كرد فعل لسابقه وهو يعد أهم المشاريع الفكرية التي أثارت ضجة في وسط الفلاسفة بين مؤيد له ومعارض من حيث تبعيته للفكر الحداثي أو هو في قطيعة معه وتطرقنا فيه لإشكالية المصطلح وتاريخه والأهداف التي وجد لأجلها من حرية فكرية و إعمال لمكلة النقد وعمل على ذلك من خلال التكريس لـ: للإنفتاح الفكري الذي يؤدي إلى زخم المواضيع واتساعها وبالتالي نهاية لكل موروث فكري نسقي. ويعد جيل دولوز من أهم أعلام الفكر مابعد الحداثي والذي تطرق لأزمة الفكر الغربي من خلال نقد الصورة الوثوقية للفكر والبحث عن البديل تلك الصورة من خلال فكر الاختلاف والتكرار، الذي أعطى لنا من خلالها صورة مختلفة عن الفلسفة وتاريخها والتي أصبحت تعرف بأنها عملية خلق وإبداع للأفاهيم، وتطرق للعلاقة التي تجمع الفيلسوف والفلسفة بالعلم وأهمية البعد الفني في عملية الخلق والإبداع. وحتى يصل دولوز لصورة الفكر الجديدة عد لنا ثمانية مسلمات لصورة الأرثوذكسية للفكر، تبدأ بمسلمة المبدأ وتنتهي بمسلمة النهاية المعرفة والتعلم، وبعدها راح يبحث للبديل للفكر الشجري الذي يمثل الصورة التقليدية للفكر من خلال الفكر الجذموري ووضح ذلك لنا لماذا اختار التشبيهين، ويعد الاختلاف أهم ما يسعى له من خلال مشروعه الفكري الذي عبر عنه أي الاختلاف بالشدة التي تعد هي نفسها الاختلاف في ذاته والذي عمل من خلاله على خلق لصورة جديدة للفكر لا تحمل بداخلها صورة مسبقة له صورة حدث غير متوقعة، ويتضح لنا ذلك من خلال القراءة التي قدمها لنا دولوز للفكر الفلسفي وذلك في قراءته للفلسفة وتركيز على ازدواجية القراءة أو القراءة الثنائية كذلك من خلال قراءة الموروث الفكري للفلاسفة قراءة حدث بعيدة كل البعد عن القراءات السابقة، والتي تعد أغلبها نواة الفكر الدولوزي المبدع. وانتهينا في الأخير لجملة من النتائج كانت بمثابة محصلة وثمرة بحتنا.